السلام عليكم إخوانى هذا حديث كنت قد سمعته من شيخنا أبى إسحاق الحوينى حفظه الله تعالى فخفت على نفسى وعلى إخوانى من أن نقع فى هذا الأمر الخطير ونحن لا نشعر، ونجد أن هذا المنتدى الذى نريده طريقا إلى الجنة هو أسرع طريق إلى النار - نعوذ بالله من ذلك - فدفعنى حبى لإخوانى وحرصى عليهم لكتابة هذا الموضوع
وهذا الحديث فى البخارى وهو طويل لذا سأقتطع الشواهد منه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه أتاني الليلة آتيان ، وإنهما ابتعثاني ، وإنهما قالا لي انطلق ، وإني انطلقت معهما ... " وذكر صلى الله عليه وسلم مشاهد عديده رآها معهم ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :
"فأتينا على رجل مستلق لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه - قال : وربما قال أبو رجاء : فيشق - قال : ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول ، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل مثل مل فعل المرة الأولى ، قال : قلت : سبحان الله ما هذان ؟ قال : قالا لي : انطلق انطلق ، فانطلقنا "
ثم عند توضيح المشاهد قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأما الرجل الذي أتيت عليه ، يشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى قفاه ،فإنه الرجل يغدو من بيته ، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق "
فانظر يا أخى رحمنى الله وإياك إلى هذا الرجل الذى كذب كذبة ولم يلق لها بالا كيف فعلت به وكيف يعذب؟، والله أنه لشىء يخلع القلب ، ونحن هنا فى هذه الشبكة العنكبوتية التى تنتقل فيها المعلومات بسرعة البرق، ربما يتساهل أحدنا فى نقل الشىء دون تأكد من صحته فيضر إخوانه أو يضر شركات أو أموال أناس بالباطل أو يسىء إلى أى أحد ويحدث مالم يكن يتوقعه هو، ويظن أن الأمر يسير؛ وأنها مجرد كلمات كتبها ومعلومة قد أتته نقلها
بل والأصعب من ذلك تلك الأحاديث التى تُتداول على البريد الالكترونى وفى المواقع عن رسول الله ، وأغلبها كذب عليه صلى الله عليه وسلم ، وهذا أصعب الكذب
وفى الحديث : "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " البخارى
فهذا كذب على الرسول وبلغت كذبته الآفاق فجمع شرين كل منهما كفيل بإهلاك صاحبه والعياذ بالله
فلابد يا إخوانى من استشعار عظم ما أنت فيه وخطورة هذا المكان الذى أنزلكه الله عز وجل وأنك ربما تتكلم كلمة فتنقل عنك إلى كل بلاد العالم وتتحمل أنت إثمها أو خيرها
فالأمر جد خطير، وفى الحديث " وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم " البخاري
فهذه كلمة ألقت صاحبها فى جهنم وهو لا يدرى فكيف إذا تناقلت عنه هذه الكلمة وبلغت الآفاق
أما إن كنت من هواة النقل دون تثبت فأهديك هذا الحديث " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع "
فيا أخى اعلم رحمك الله أن الأمر خطير واعلم ان الذى يكب الناس فى النار على وجوههم حصائد ألسنتهم ، وأعلم أن سبيل النجاة فى أن تمسك عليك لسانك
وإن من علامات الإيمان قول الخير أو الصمت وما أكثر الأحاديث التى جائت عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى
واسأل الله أن يغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وعمدنا إنه هو الغفور الرحيم
