الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فهذا مبحث لطيف في بيان أنَّ أفضل هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنهم أجمعين -.
1- قَالَ الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ عَبْدُ اللهِ بْن عُمَرَ (ت:73هـ): [كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ، فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ]([1]).
2- وَقَالَ الإمَامُ الطَّبَرِيُّ (ت:310هـ): [وَكَذَلِكَ نَقُولُ: فَأَفْضَل أَصْحَابه : الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ الْفَارُوقُ بَعْدَهُ عُمَرُ، ثُمَّ ذُو النُّورَيْنِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّان ، ثُمَّ أَمِيْرُ المؤمنينَ وإمامُ الْمُتَّقِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، رضوان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ]([2]).
3- وَقَالَ الإمَامُ أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ (ت:360هـ): [وَمَذْهَبُنَا فِيهِم أَنَّا نَقُولُ فِي الْخلافَةِ والتَّفْضِيْلِ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عليٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم]([3]).
4- وَقَالَ الإمَامُ ابنُ أبِي زَيْدٍ القَيْرَوَانِيُّ(ت:386هـ): [بَابُ مَا تَنْطِقُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وتَعْتَقِدُهُ الأَفْئِدَةُ مِنْ وَاجِبِ أُمُورِ الدِّيَانَاتِ...].
ثُم قَالَ: [وَأفْضَلُ الصَّحَابَةِ الخُلَفاءُ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ]([4]).
5- وَقَالَ الإمَامُ ابنُ أبِي زَمَنِيْن (ت:399هـ): [وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ: أَنَّ أَفْضَلَ هَذِهِ اَلأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّنَا : أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَفْضَلَ اَلنَّاسِ بَعْدَهُمَا: عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ]([5]).
6- وَقَالَ الإمَامُ أبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:430هـ): [وَمِنْهُم مَنْ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ، وَذَلِكَ قَوْل أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالأثَرِ مِنْ رواةِ الْحَدِيثِ، وَجُمْهُورِ الأمَّةِ]([6]).
7- وَقَالَ الإمَامُ أبُو عُثمان الصابونِيُّ (ت:449هـ): [وَيَشْهَدُونَ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ أَفْضَلَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ -: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَلِيٌّ، وأَنَّهُم الْخُلَفَاء الرَّاشِدُونَ ...]([7]).
8- وَقَالَ الإمَامُ ابنُ قُدَامَة (ت:620هـ): [وأَفْضَلُ أُمَّتِهِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، ثُمَّ عُمَرُ الْفَارُوقُ، ، ثُمَّ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ، ، ثمَّ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أَجْمَعِيْنَ ...]([8]).
9- وَقَالَ شَيْخُ الإسلامِ ابنُ تيمية(ت:728هـ): [وَكَمَا أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ فِي الْبَيْعَةِ، مَعَ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ السُّنَّةِ كَانُوا قَدْ اخْتَلَفُوا فِي عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَعْدَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟
فَقَدَّمَ قَوْمٌ عُثْمَانَ وَسَكَتُوا، أَوْ رَبَّعُوا بِعَلِيِّ، وَقَدَّمَ قَوْمٌ عَلِيّاً، وَقَوْمٌ تَوَقَّفُوا؛ لَكِنْ اسْتَقَرَّ أَمْرُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى تَقْدِيمِ عُثْمَانَ.
وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ - مَسْأَلَةُ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - لَيْسَتْ مِنْ الأُصُولِ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ السُّنَّة، لَكِنَّ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي يُضَلَّلُ الْمُخَالِفُ فِيهَا هِيَ "مَسْأَلَةُ الْخِلافَةِ"، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ الْخَلِيفَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ : أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ، وَمَنْ طَعَنَ فِي خِلافَةِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ فَهُوَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِهِ]([9]).